مرض التوحد ، أسبابه ، أعراضه ، تشخيصه و علاجه , اعرف اكثر!!!!

مرض التوحد معروف لدى الأطفال، مميز و ظاهر، يتسم المصابون به بالجلوس وحيدين و قلة التواصل مع الناس، و سلوكيات غريبة و متفردة. فما هو هذا المرض؟ و ما هي علاماته و أعراضه؟  و ما هي أسبابه؟ و كيف يتم علاجه؟ و هل يتم الشفاء منه أم لا؟

تعريف التوحد

التوحد أو الذاتوية هو أحد أنواع اضطرابات طيف التوحد، و هو اضطراب في النمو العصبي لدى بعض الأطفال الذي يسبب ضعف التفاعل الاجتماعي و عدة مشاكل تفاعلية.

طيف التوحد

هو مجموعة حالات تصنف على أنها أمراض نمو عصبي، منها التوحد الكلاسيكي (الذاتوية) و متلازمة اسبرجر.

حول أطفال التوحد

يصاب بهذا المرض طفل أو طفلان من كل 1000 طفل في العالم، و يصاب به الذكور 4 مرات مقارنة بالإناث، و يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، إذ تبدأ أعراضه بداية من عمر 6 أشهر، و تثبت في عمر عامين إلى 3 سنوات.

أسباب التوحد

توجد بعض الأسباب الواضحة لهذا المرض، لكن في أغلب الأحيان لا يمكن التنبؤ به، لأنه متعلق بالخلايا الدماغية و لا توجد طريقة عملية للكشف عنه. و الأسباب لا تزال قيد الدراسة إلى الآن، و توجد ثلاثة أسباب معروفة و هي:

  • عوامل وراثية: أحيانا، يكون التوحد مرضا وراثيا، و أثبتت بعض الدراسات أن احتمال إصابة إخوة طفل مصاب بالتوحد أكبر بكثير من احتمال الإصابة لدى الأطفال الآخرين. و كذلك فالذكور يصابون به 4 مرات أكثر من الإناث، أي أن هذا عامل وراثي متعلق بالجنس.
  • تغذية الأم عند الحمل و إصابتها بالتهابات على مستوى الرحم قد تؤثر على النمو العصبي للجنين و تزيد من حدة المشكلة الوراثية.
  • بعض الطفرات الوراثية قد تسبب التوحد.

أعراض التوحد

توجد 3 أعراض أساسية لهذا المرض، و تأتي الأعراض الفرعية تبعا لهذه الأعراض:

  • ضعف التفاعل الاجتماعي
  • ضعف التواصل اللفظي و الحركي
  • أنماط سلوكية متكررة و مقيدة

ضعف التفاعل الاجتماعي

أهم الأعراض المندرجة تحت هذا العرض:

  • عدم القدرة على فهم طرق التواصل الاجتماعي.
  • عدم القدرة على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية كالصداقة و غيرها.
  • اهتمام أقل بالمؤثرات الاجتماعية كالابتسام و الإيماءات.
  • قلة الانتباه أثناء الحوار لأخذ دورهم في الكلام.
  • عدم القدرة على استخدام الحركات البسيطة للتعبير عن النفس.
  • شعور قوي و متكرر بالوحدة و الاكتئاب.
  • نوبات غضب شديدة أحيانا.

ضعف التواصل اللفظي و الحركي

أهم ما يندرج تحته:

  • محدودية مهارات الخطاب.
  • تأخر الاستجابة، و قلة اندماج الكلام مع الإيماءات.
  • يكررون الكلمات التي يقولها الآخرون.
  • يعكسون الضمائر، كأن يقول عن نفسه هو و عن المخاطب أنا …
  • مشاكل في التفاعل مع الإشارات، مثلا: عندما تشير له بيدك إلى شيء ما، قد ينظر إلى يدك وليس للشيء.
  • يخفقون في الإشارة إلى الأشياء و التعليق عليها و مشاركة التجارب.
  • صعوبات في الألعاب التي تحتوي على الخيال.

أنماط سلوكية متكررة

أهم ما يندرج تحتها:

  • لدى معظم المصابين حركة معينة متكررة خاصة، مثل رفرفة اليدين أو تحريك الرأس أو اهتزاز الجسم …
  • لديهم سلوك قهري معين في الالتزام بالقواعد، مثل ترتيب الأشياء في صفوف أو أكوام…
  • يؤذي نفسه بحركة معينة مثل عض يده أو ضرب رأسه.
  • سلوك معسن مقيد، فينشغل بشيء ما محدود في التركيز، مثل مشاهدة برنامج تلفزيوني واحد أو لعب لعبة واحدة.
  • يكره التغيير، كأن يصر على عدم نقل الأثاث في البيت.
  • وجود نمط معين متكرر لسلوكياته اليومية.

أعراض مستقلة

أحيانا، قد تكون هناك أعراض مستقلة خاصة عند كل طفل، مثل بعض القدرات غير العادية أو المواهب النادرة، و يوجد في التاريخ علماء مصابون بالتوحد، أي أن الأعراض المستقلة خاصة بالشخص المصاب دون غيره من المصابين الآخرين، لكن هذه الأعراض، قد تكون إيجابية أو سلبية.

تشخيص التوحد

تستند عملية تشخيص اضطرابات التوحد إلى سلوك الطفل فقط، و لا تستند إلى أي فحوصات طبية أخرى، و يعرف التشخيص أنه يجب أن تظهر على الأقل 6 أعراض من أعراضه، من بينها 2 على الأقل من أعراض ضعف التفاعل الاجتماعي، و واحدة على الأقل من أعراض السلوك المقيد و المتكرر. و يجب أن يكون ذلك ملاحظا قبل سن الثالثة، و يتم التشخيص لدى الأطباء بعدد من الجلسات مع الطفل و والديه، حتى لا يتم خلط أعراضه مع أعراض طيف التوحد الأخرى.

متى يجب على الوالدين الذهاب بطفلهم إلى الطبيب؟

عند ملاحظة العلامات المرضية، فيجب على الوالدين أن يتثبتوا ما إذا كان لدى طفلهم اضطرابات، لأن التغافل عن هذا من شأنه أن يزيد من تفاقم المرض، لكن الإسراع بالعلاج يساعد على تدارك ما يمكن تداركه و ربما الشفاء، أو على الأقل التقليل من أعراض هذا المرض.

أهم العلامات التي تدل على احتمالية الإصابة بالتوحد:

  • انعدام الثرثرة ببلوغ 12 شهرا.
  • عدم وجود إشارات مثل التلويح باليد و ما إلى ذلك.
  • عدم نطق أي كلمة ببلوغ 16 شهرا.
  • مشاكل لغوية.

علاج التوحد

لا يوجد علاج نهائي للمرض، و إنما يوجد علاج هدفه تقليل حالات العجز المرتبطة بالمرض و تحسين حياة المصاب و أسرته، و لا توجد طريقة علاج نموذجية تعتبر هي الأفضل، فالعلاج يوصف تبعا لاحتياجات الطفل المصاب، و تعتبر الأسرة و النظم التعليمية الموارد الأساسية للعلاج. و يصف بعض الأطباء أدوية لمرضى التوحد.

دواء التوحد

ليس الهدف من الأدوية التي يصفها  الأطباء لمرضى التوحد الشفاء منه أو زيادة التفاعل الاجتماعي، و لكن هي أدوية مضادة للاكتئاب و مهدئة لنوبات لغضب، التي هي أعراض مصاحبة للشعور بالوحدة.

الشفاء من التوحد

يحدث الشفاء في بعض الحالات لمرضى التوحد في سن متقدمة نوعا ما، أو تقل أعراضه بدرجة كبيرة تمكته من ممارسة الحياة و العمل و الاندماج في المجتمع بشكل أفضل.

فمن المصابين بالتوحد من لديهم أسر و عمل و العديد من الأشياء و الإنجازات المحترمة في حياتهم، فالمتوحد شخص عادي مثلنا، لديه بعض الأعراض، لكن ذلك لا يعني أبدا أنه لا يستطيع أن يمارس حياته كباقي الناس.

لذا، على آباء هؤلاء الأطفال أن يبذلوا قصارى جهدهم في مساعدة أطفالهم المرضى لعلهم يصلون إلى الشفاء يوما ما،  أو على الأقل يتماشون مع هذا المرض و لا يمنعهم من العيش و ممارسة الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top