طريقة الغسل الصحيحة من الجنابة والحيض والجماع

إن الإسلام دين طهارة ونظافة، وهو دين لم يترك لنا شأنا من شؤون حياتنا إلا وأرشدنا فيه إلى خير سبيل وأرشده، ومن المجالات التي اعتنى بها الإسلام عناية كبيرة: النظافة والطهارة. في هذه المقالة، نتحدث عن طريقة الغسل الصحيحة من الجنابة والحيض والجماع .

ما هو الغُسل؟

الغُسل في الإسلام (بضم الغين الذي نتحدث عنه هنا) هو الوضوء الأكبر، وهو إفاضة الجسم بالماء للطهارة من موجبات الغسل المعروفة.

موجبات الغسل

هناك 4 أنواع متفق عليها أنها من موجبات الغسل:

إنزال المني بشهوة أو عند النوم:

وهو الاحتلام، فإذا نزل من الرجل مني بشهوة وهو مستيقض وجب عليه الغسل، وإذا نزل منه وهو نائم وجب عليه الغسل بشهوة أو بغيرها، لأن النوم يمنعه من أن يتذكر إذا كان بشهوة أم لا.

الجماع بإنزال أو بدونه:

وإذا جامع الرجل زوجته وجب عليه الغسل سواء نزل منه مني أم لم ينزل، وهذا ثابت في أحاديث النبي ﷺ. وهناك الكثير ممن يجهلون هذا الأمر.

الحيض والنفاس:

وهذا بالنسبة للمرأة، إذ أنها متى ما طهرت من دم الحيض أو النفاس وجب عليها الغسل.

الدخول في الإسلام:

والكافر الذي يدخل في الإسلام يجب عليه الغسل أيضا.

وزاد بعض الفقهاء تغسيل الميت على أنه من الغسل الذي نتحدث عنه هنا، وقال بعضهم أنه غسل بفتح الغين وليس بضمها.

حكم الغسل

يعتبر الغسل من الواجبات، والطهارة من شروط الصلاة، والغسل شرط الطهارة. وهو واجب بالنصوص القرآنية، منها:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ} المائدة -6-

طريقة الغسل الصحيحة من الجنابة والحيض والجماع

وأما طريقة الغسل الصحيحة فإن فيها نوعان: غسل كامل وغسل مجزئ. ونعني بالغسل الكامل الغسل الصحيح الذي نطبق فيه سنن الغسل الثابتة عن النبي ﷺ. وأما الغسل المجزئ فهو الغسل الذي يجزئ صاحبه ويطهر ويكفي للطهارة، لكن ليس فيه تطبيق للسنن المأثورة عن النبي ﷺ، ومن الواضح أن الغسل الكامل أفضل.

نبدأ بالغسل المجزئ كونه هو الابسط والأوضح:

طريقة الغسل الصحيحة المجزئ

ويكون بمراعاة الأمور الأساسية الواجبة فقط وهي:

النية:

  • والنية محلها القلب، فينوي الإنسان المسلم أنه سيغتسل. ولا يصح أن يتلفظ الإنسان بالنية لا أن يقولها سرا.
  • غسل الفرج من الأذى من المني وغيره: وهذا يجب إذا كان هذا الأذى لا يمكن إزالته إلا بغسله وفركه كما قال العلماء.

المضمضة والاستنشاق:

  • ووجوب المضمضة بالفم والاستنشاق بالأنف محل خلاف بين العلماء، لكن الأحوط أن يفعله الإنسان ليضمن أن غسله صحيح.

غسل الرأس وتخليل الشعر بالأصابع:

  • ليصل الماء إلى الجلد تحت الشعر وغسل الأذنين أيضا.
  • إفاضة الجسد كله بالماء.

طريقة الغسل الصحيحة الكاملة

أما الغسل الكامل فيكون بالخطوات التالية:

النية:

  • وكما قلنا محل النية القلب ولا يتلفظ بها. وهي واجبة.

غسل الفرج:

  • وهو غسل الفرج وما جاوره مما أصابه من مني أو دم للمرأة أو غيرهما.

غسل اليد:

  • وهذا بعد غسل الفرج بها، ونعني بها اليد اليسرى، يغسلها غسلا جيدا حتى ينظفها.

التسمية:

  • قال العلماء: هذه التسمية للوضوء وليست للغسل. وهي أن يقول الإنسان: باسم الله.

الوضوء:

  • وذلك بأن يتوضأ وضوء كاملا أو يترك غسل الرجلين إلى آخر الغسل. وكلاهما سنة فعلهما رسول الله ﷺ.

غسل الرأس بالماء ثلاثا:

  • ويكون هذا بتروية الماء في الرأس بتخليل الأصابع في الشعر حتى يدخل الماء ويصل إلى الجلد. يفعل هذا ثلاث مرات، مرة في الجهة اليمنى من الرأس، ثم اليسرى، ثم وسط الرأس.

إفاضة الماء على الرأس ثلاثا:

  • وهذا بأن يصب الماء على رأسه ثلاث مرات.
  • إفاضة الماء على سائر الجسد: والأفضل البدأ بالشق الأيمن من الجسد ثم الأيسر.

غسل الرجلين إذا لم يغسلهما في الوضوء.

وهذا هو الغسل المأثور عنه ﷺ، وقد وردت عنه طرق أخرى لغسل الجنابة لكنها لا تختلف كثيرا عن هذه الطريقة. والأفضل للإنسان أن يغتسل كما كان يغتسل رسول الله ﷺ تقربا لله بالاستنان بسنة نبيه ﷺ واستكمالا لتمام الطهارة والنظافة.

ماذا يفعل المريض والمسافر ومن لم يجد الماء إذا كان جنبا؟

في هذا الباب توسعة على المسلمين، وهو أنه من كان مسافرا أو مريضا أو لم يجد ماء فإن له التيمم والصلاة، وليس له أن يترك الصلاة. قال تعالى:

{ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)} المائدة -6-.

هل تختلف طريقة الغسل الصحيحة للجنابة عن طريقة غسل الحيض والنفاس؟

لا تختلف طريقة الغسل الصحيح باختلاف السبب الموجب له. وإنما له طرق عدة وتصلح لكل أنواع الغسل. والمختلف عن هذه الطريقة هو تغسيل الميت.

ختاما

على الإنسان أن يحرص على طهارة جسمه دائما ونظافته، وأن يحاول الالتزام بسنة النبي ﷺ تقربا من الله جل وعلا.

هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات مشابهة لمقال طريقة الغسل الصحيحة

ماهي أحكام النذر في الشريعة الاسلامية وأنواعه وكفارته…

 كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها ووقتها وفضلها وبعض سننها

مصادر لمقال طريقة الغسل الصحيحة

القرآن الكريم

السنة النبوية الصحيحة –موقع حديث للتحقق من صحة الأحاديث-

فتاوي الشيخ ابن العثيمين رحمه الله

فتاوي الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله –عالم وإمام مسجد قباء بالمدينة المنورة-

كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ ابن العثيمين رحمه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top