ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الكريسماس والأدلة على ذلك

كل سنة، يحتفل الناس حول العالم برأس السنة الميلادية، وهناك الكثير من المسلمين أيضا يحتفلون بهذه المناسبة، لكن هل تساءلنا يوما: ما موقف الإسلام من الاحتفال بمثل هذه المناسبات؟ في هذا المقال، سنجيب عن هذا التساؤل، تحت عنوان: ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية أو ما يعرف ب: الكريسماس.

أولا: ما هو رأس السنة الميلادية؟

رأس السنة الميلادية هو اليوم الموافق لأول يوم في السنة الميلادية، وهو الفاتح من شهر يناير، ويعتقد النصارى أنه في مثل هذا اليوم ولد المسيح عيسى عليه السلام، لكن ماذا تعني كلمة كريسماس؟

ماذا تعني كلمة كريسماس ؟

كريسماس هي كلمة مركبة من كلمتين: كريس ماس، الشطر الأول يعني السيد المسيح، والشطر الثاني يعني الميلاد. والنصارى يعتقدون أن المسيح عليه السلام ابن الله، وحاشا لله أن يتخذ ولدا، فهذه الكلمة عندهم تعني ميلاد ابن الله. والعياذ بالله.

هذا المعنى لوحده كاف لتبيان حكم الاحتفال بهذه المناسبة، لأن الاعتقاد بأن لله ولدا في الإسلام شرك أكبر مخرج من الملة والعياذ بالله.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

الاحتفال برأس السنة الميلادية وما شابهها من أعياد النصارى أو غيرهم من الكفار محرم في الإسلام، والأدلة على هذا كثيرة، منها:

الأدلة على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية من القرآن

قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة 73.

وقال أيضا: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (30)} التوبة.

وقال أيضا: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2].

وقال أيضا: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:116]

وقال أيضا: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103]

فهذه الأدلة وغيرها تفيد أن اعتقاد النصارى شرك وكفر بالله سبحانه وتعالى، وتنهى المؤمن عن التعاون على الإثم والعدوان، وعن طاعة الكفار واتباعهم اتباعا أعمى وغير ذلك كثير.

دليل تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية من السنة

قال رسول الله ﷺ: {لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ، شبْرًا بشِبْرٍ ، أوذراعًا بذراعٍ ، حتى لَوْ سلَكُوا جُحْرَ ضبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ . قالوا : اليهودُ والنصارى ؟ قال : فمَنْ ؟} صححه الألباني.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ {ما هذانِ اليومانِ؟} قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ {إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ} صححه الألباني.

وهناك كثير أحاديث تنهى عن اتباع اليهود والنصارى وكافة الكفار، وتدل على أن العيدين اللذين لدينا نحن المسلمين هما عيد الأضحى وعيد الفطر.

دليل تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية من أقوال الصحابة

قال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم. رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح.

وروى البيهقي أيضاً عن عمر أيضاً قوله: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم.

دليل تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية من الإجماع

كما أن هذا الحكم محل إجماع عند علماء الأمة، والنصارى واليهود عاشوا بين المسلمين منذ ظهور الإسلام إلى اليوم، ولم يحدث أن أيا من السلف الصالح احتفل معهم بأحد أعيادهم أو هنأهم به، لأنها أعياد باطلة، ولا يجوز لنا أن نهنئهم بالباطل ولا أن نشاركهم فيه.

أقوال بعض العلماء في الاحتفال برأس السنة الميلادية

قال ابن باز رحمه الله في إحدى فتاويه: لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن (من تشبه بقوم فهو منهم) والرسول ﷺ حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.

قال ابن العثيمين رحمه الله في إحدى فتاويه: والله إن هذا حرام، وقد يوصل بصاحبه إلى الكفر، لأن إشاعة التهنئة بعيد الكفار رضا بشرائعهم ودينهم والرضا بالكفر كفر.

قال ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة: (وكما أنهم لا يجوز لهم إظهار عيدهم، فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه، ولا مساعدتهم، ولا الحضور معهم؛ باتفاق أهل العلم الذين هم أهله، وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم..)[أحكام أهل الذمة:1245].

وهذه الأقوال والآثار غيض من فيض، فهذا الأمر واضح وضوح الشمس في كبد السماء. والله المستعان.

مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية المنتشرة والمحرمة

كما هو شائع بين المسلمين اليوم مع الأسف الشديد، الكثير من مظاهر هذه الاحتفالات، من أشهر هذه المظاهر:

  • تبادل التهاني برأس السنة الميلادية.
  • شراء كعكة في رأس السنة وإقامة حفلة للمنزل.
  • شراء هدايا للأطفال بهذه المناسبة.
  • إقامة ما يعرف بشجرة الكريسماس في البيت.
  • الألعاب النارية في المدن الكبرى وتجمع الناس على الساعة الثانية عشر ليلا لاستقبال العام الجديد…

وغير هذا كثير من المظاهر التي نشاهدها كل سنة، وهي كلها تقاليد غربية ليست من الإسلام في شيء، بل هي محرمة تحريما شديدا، وهي من أنكر المنكرات لأنها إقرار على الكفر واحتفال به والعياذ بالله. نسأل الله السلامة.

ختاما

في ظل هذه المنكرات العظيمة، على الإنسان أن يسلم بنفسه وأهله، وأن يعلم أبناءه بأن هذا الأمر من المحرمات، وأن العيدين اللذين لدينا هما عيدا الفطر وعيد الأضحى، وأن يبذل الإنسان النصيحة لكل من استطاع أن يبذلها له. وهذا من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

هذا والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مصادر

القرآن الكريم

السنة النبوية الصحيحة –موقع حديث للتحقق من صحة الأحاديث-

فتاوي الشيخ ابن باز رحمه الله

فتاوي الشيخ ابن العثيمين رحمه الله

كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم رحمه الله

موقع إسلام ويب

مقالات مشابهة

كيفية حل المشاكل الزوجية والأسرية بحكمة

دور العلماء في خدمة المجتمع – العلماء الشرعيون في الإسلام والعلماء الدنيويون

الفساد الأخلاقي في المجتمع الإسلامي اليوم – أسبابه وحلوله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top