مشكلة الكثافة السكانية في مصر ، مشكلة من أكبر مشاكل المجتمع المصري

تعد مصر أكثر بلد عربي من حيث عدد السكان، وثالث بلد إفريقي، إذ بلغ عدد سكان مصر سنة 2020 الـ100 مليون نسمة، في مساحة 1.01 مليون كلم²، وهي مساحة أقل بكثير من عدة بلدان عربية أخرى. كما أن أكثر سكان مصر يعيشون على ضفاف نهر النيل وقناة السويس. في هذا المقال نتحدث عن: مشكلة الكثافة السكانية في مصر .

كثافة سكانية jpg

تعريف الكثافة السكانية

تعرف الكثافة السكانية أنها مقياس لمعرفة معدل تواجد السكان في منطقة ما، وهي معدل يحسب بالعملية التالية:

الكثافة السكانية = عدد السكان في منطقة ما / المساحة الكلية للمنطقة.

وتتأثر الكثافة السكانية بعدة عوامل منها تواجد الماء والتربة الصالحة للزراعة والمواصلات والمناخ والحروب…

وقد ظهرت أنواع جديدة من الكثافة السكانية كالكثافة الاقتصادية والفيزيولوجية… لكنها غير معروفة كثيرا، والمعروفة هي الكثافة السكانية الحسابية التي تحدثنا عنها.

الكثافة السكانية في مصر

بلغت الكثافة السكانية سنة 2020: 100 نسمة في الكيلومتر المربع. ولا تعتبر الكثافة السكانية بحد ذاتها هي المشكلة، وإنما ما وراءها من المشاكل موازنة مع القدرة الاقتصادية والتعليمية والصحية للبلد.

وكذلك تجدر الإشارة إلى أن حوالي 95% من سكان مصر يسكنون على ضفاف النيل وعلى طول قناة السويس. وتبلغ الكثافة السكانية لهذه المناطق أكثر من 1500 نسمة في الكيلومتر المربع، وهي نسبة عالية جدا مقارنة بنسبة الكثافة الإجمالية. وهذا ما خلق المشاكل.

الشباب والكثافة في مصر

تعتبر مصر من أكثر البلدان شبابا في العالم، إذ أن عدد السكان الأقل من 15 سنة ثلث السكان، ونسبة كبار السن (الأكبر من 65 سنة) 4.1% فقط من نسبة السكان الإجمالية. وهذا الأمر من شأنه أن يخلق مشاكلا كبيرة تتعلق بالبطالة والسكن والتعليم…

السكان والفقر والبطالة

كما ترتبط الكثافة السكانية في مصر بالفقر والبطالة ارتباطا مباشرا، بلغت نسبة الفقر في هذه السنة 2020 : 32.5% من السكان، وهي نسبة مرتفعة.

أما نسبة البطالة فقد كانت مطلع سنة 2020: 7.5%، ثم ارتفعت بسبب جائحة كورونا إلى 9.6% بسبب الإجراءات الاحترازية وغير ذلك. وبالنسبة لبلد فيه 100 مليون نسمة، فهذا ليس بالقليل. خاصة في بلد مليء بالشباب.

والبطالة تنهك الشباب، لأن الشاب إذا انتقل للحياة العملية ولم يجد عملا فإن هذا يصبح أكبر همومه، خاصة الطلبة الجامعيين.

ثلاث انفجارات ديموغرافية في مصر في قرن واحد فقط

شهدت مصر في خمسينيات القرن الماضي أول انفجار ديموغرافي، حيث ارتفع عدد السكان من 20 مليونا إلى 30 مليونا.

ثم حدثت الموجة الثانية بعد حرب أكتوبر 1973.

والموجة الثالثة هي التي تعيشها مصر اليوم بعد أحداث سنة 2011. ليبلغ عدد السكان هذه السنة سقف الـ100 مليون نسمة. بعد أن كان 82 مليون سنة 2010، فزاد العدد ب18 مليون خلال 10 سنوات فقط.

المشاكل المصاحبة للكثافة السكانية في مصر

  • مشكلة الصحة في مصر

  • ويعد هذا من أكبر المشاكل المصاحبة للكثافة السكانية، وهو من أصعب المشاكل، لأن توفير الرعاية الصحية الكافية لهذا العدد الكبير من السكان يعد تحديا للبلد.
  • مشكلة التعليم في مصر

  • وهذا أيضا من أكبر المشاكل، وتعاني منه مصر كثيرا، خاصة وأنها من المجتمعات الفتية، فتوفير التعليم لثلث الشعب أو أكثر أمر صعب جدا، ومما زاد الأمر سوءا غلبة المؤسسات الخاصة على العامة، فصار صعبا على الفقير توفير التعليم لأبنائه.
  • فصارت مصر الأولى عربيا في ظاهرة الأمية بنحو 20 مليون أمي. وكذلك ارتفع التسرب المدرسي فيها كثيرا لعدة أسباب منها الفقر.
  • مشكلة الماء في مصر

  • ومن المشاكل المصاحبة للكثافة السكانية في مصر مشكلة الماء، إذ أن مصر مع وجود نهر النيل فيها، إلا أنه تقريبا مصدر الماء الوحيد في البلد. وفي خلال 50 سنة الماضية، تراجعت حصة الفرد من الماء إلى 50% مما كانت عليه.
  • قلة الأراضي الزراعية في مصر

  • من المشاكل في مصر، قلة الأراضي الزراعية، التي تشكل 5% فقط من إجمالي المساحة، وتقع هذه الأراضي على ضفاف النيل، كما أن النمو الديموغرافي من شأنه أن يقلل منها بسبب التوسع السكني فيها مع مرور الوقت.
  • وهذا ما جعل مصر من أكثر البلدان العربية استيرادا للحبوب بعد أن كانت تنتج في ستينات القرن الماضي ما يزيد عن كفاية المصريين.
  • مشكلة السكن في مصر

  • كما أنه من المشكلات المصاحبة للكثافة السكانية العالية، مشكلة السكن، إذ أن النمو السريع للسكان يجعل من الصعب على البلد توفير السكن للناس، وهو أمر تعاني منه المدن خاصة بشكل كبير.

حلول مشكلة الكثافة السكانية في مصر

تختلف الحلول العامة لحل مشاكل الكثافة السكانية بين أمرين اثنين:

  • الحد من الكثافة السكانية ومحاولة تخفيض معدلات الزيادة.
  • الحلول التنموية لاستيعاب العدد السكاني.

فأما الحلول من النوع الأول فتتمحور حول:

  • مشاريع تنظيم الأسرة، وهذا ما تفعله الحكومة، عبر توعية الشعب بمخاطر النمو السكاني وغير ذلك من أساليب محاولة تنظيم الأسرة بهدف تخفيض معدلات الولادة والخصوبة.
  • تحديد النسل، لكن هذا غير مطبق في مصر، وأشهر دولة طبقته هي الصين، لكن الإسلام ينهى عن مثل هذا.

وأما حلول النوع الثاني فتتمحور حول:

  • المشاريع التنموية وتوفير مناصب الشغل لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الشباب.
  • الاستثمار في الثروة البشرية عبر فتح أبواب العمل الحر والتشجيع عليه وتسهيله، من تجارة واستثمار وغيره من أشكال العمل الحر.
  • التخطيط الاستراتيجي المستقبلي والاستثمار في التعليم والكفاءات لدعم البلد، وذلك عبر استثمار العقول البشرية والطاقات وتوجيهها في المسار الصحيح الذي يدعم البلد.
  • إيجاد حلول لمشاكل هجرة الأدمغة والكفاءات عبر توفير الظروف المناسبة لهم في البلد، لأنهم مفتاح تطور البلد وتقدمه.

ولعل هذا النوع هو الأفضل والأكفأ والأنجح، لأنه من جهة استثمار في الطاقات والثروة البشرية الذي قد تفتقر إليها الكثير من البلدان، ومن جهة أخرى مراعاة كون المجتمع المصري ذو غالبية مسلمة، والعقيدة الإسلامية ترفض معظم أشكال مشاريع تنظيم الأسرة.

كما أن مشاريع تنظيم الأسرة حلول مؤقتة وحسب، وحتى إذا نجحت فقد تصل إلى نتائج وخيمة، مثل الدول الأوروبية التي صارت تعاني من قلة الشباب وكثرة الكهول، وبالتالي صارت تعاني من مشاكل عكسية من قلة اليد العاملة وغير ذلك.

ختاما

على المجتمع المصري أن يستوعب خطر مشكلة الكثافة السكانية في مصر ، وأن يسارع بالحلول والوعي، حفاظا على المصلحة العامة للبلد، وتأمينا لمستقبل أفضل للأطفال وشباب المستقبل.

هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مواضيع مشابهة

كم مرة ذكرت مصر في القرآن والأحاديث النبوية و مكانتها في الاسلام

دور المرأة في الأسرة والمجتمع الإسلامي

مصادر

ويكيبيديا

موقع قناة الجزيرة

موقع بوابة أخبار اليوم المصري

موقع قناة BBC

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top