المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع – وحلولها من جهة الشاب والمجتمع والحكومات

الشباب هم الفئة التي يقوم عليها المجتمع، وهم إن صح القول أهم فئة، لأن الشباب هم طاقة المجتمع، وهم الفئة التي يقع على عاتقها العمل والإعالة، وهم الفئة التي تعمل بجد لبناء الأسرة التي هي لبنة المجتمع الأساسية. وتواجه الشباب مشاكل كثيرة في حياتهم، خاصة في مجتمعاتنا الإسلامية في هذا العصر، لذا في هذا المقال نتحدث عن: المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع .

أهم المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع

  • ضعف الوازع الديني لدى الشباب

  • وهذا أول مشكلة لدى الشباب، ولو حلت هذه المشكلة لهانت باقي المشاكل عليهم، لأن هذه المشكلة أصل الكثير من المشاكل الأخرى، فدين الإنسان هو مشعله ومصباحه الذي به يضيء طرقه.
  • الفراغ

  • وهي من أكثر الآفات فتكا بالشباب، حيث أن كثيرا منهم مصابون بهذه الآفة، فيقضون أوقاتهم في التوافه والفارغات من جلوس في المقاهي وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف…
  • البطالة

  • والبطالة من مسببات الفراغ، وهي من أكبر مشاكل الشباب أيضا، خاصة في بلداننا الإسلامية، تفتك البطالة بالشباب الذي ينهي دراسته فيواجه الشارع ولا يجد وظيفة يشتغل فيها ويكسب بها رزقه ويبني أسرته…
  • انعدام الهدف

  • كما يعاني الشباب اليوم بسبب صعوبة الظروف وتدني التعليم من انعدام الهدف، فتجده لا يمضي في مشروع ما أو هدف ما إلا ووجد المعيقات حتى يفشل، فيصير هدفه الزواج وبناء بيت، حيث هي حقوق من حقوق الإنسان تصير أحلاما بالنسبة إليه.
  • الفساد الأخلاقي والمجتمعي

  • وهذا ما نراه كل يوم، فالكثير من الشباب للأسف الشديد في فساد أخلاقي عظيم، وانحلال وانحراف كبير، مما أدى إلى ظهور الفساد على العلن، بل ومن الناس من يرى أن هذه هي الحضارة، وأن هذا هو التقدم، وهذا هو أعمى العمى.
  • الاستخدام الخاطئ للوسائل لدى الشباب

  • ومن أشهر الوسائل اليوم، التكنلوجيا وعلى رأسها الأنترنت، إذ أن معظم الشباب يستعملونها بشكل خاطئ، من تتبع الفارغات والفواحش والتأثر بالأفكار السلبية وغير ذلك مما لا يخفى على أحد مقدار فساده.
  • الإدمان على المخدرات والكحول والتدخين

  • ويعاني الكثير من الشباب أيضا من آفة الإدمان، والظروف الصعبة تزيد من هذه الآفة وتأجج نارها، وهو واد إذا دخله الشاب لم يخرج منه إلا بشق الأنفس. نسأل الله السلامة.
  • الفقر

  • وهو مشكل عويص، وهو من مسببات المشاكل الأخرى، فالفقير لا حيلة له، والشاب الفقير يصعب عليه الزواج وتكوين العائلة ويقلل الفقر من فرص عمله ويزيد من فراغه واكتئابه…
  • التسرب الدراسي

  • ويضطر الكثير من الشباب إلى التوقف عن الدراسة بسبب الفقر أو غيره من الأسباب، كتدني المستوى التعليمي والشعور بالظلم…
  • تأخر الزواج من المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع

  • وهو من نتائج المشاكل الأخرى، لأن الزواج يحتاج إلى الاستقرار المادي والمعنوي، من بطالة وعدم توفر السكن والهموم وتصعيب الزواج في كثير من المجتمعات… وإذا افتقر الشاب إلى الاستقرار والكفاية صار الزواج بالنسبة له هاجسا عظيما.
  • قلة توفر مصادر العلم والثقافة

  • ونحن في زمن الردائة العلمية والثقافية، تكون لدى كثير من الشباب اعتقادات وأفكار أن العلم والثقافة أمر سيء وممل وغير ذلك من الأفكار التي نتجت عن رداءة العلوم والكتب وقلة توفرها…
  • ضعف الشعور بالانتماء من المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع

  • وهو من أخطر الأمور، ونحن في زمن الضعف والهوان والفتن، فيجد الشاب نفسه حائرا بين الناس، فلا يجد إلى أين ينتمي، ولا يعلم حتى أين هو الإسلام الصحيح والطريق الصواب لكثرة الكذب وكثرة الأفكار وتناقضها.
  • المشاكل النفسية لدى الشباب

  • ويعاني الشباب اليوم أيضا من التعب النفسي دائما، ويشعرون دائما بالاكتئاب وبحالات لا يعلمون فيها ما الذي يريدونه بالضبط، بسبب عوامل المجتمع وظروفه والمرور بأحداث تهزه، والاضطراب الدائم والفوضى المجتمعية…

هذه كانت بعض مشكلات الشباب، ولو بسطنا الحديث عنها لطال الحديث، فهي كثيرة ومعقدة، والله المستعان.

حلول المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع

إن الحلول مهما كثرت وتعددت فإننا كمسلمين نؤمن أن أصل المشكلة واحد، وأن الحل واحد، الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى هو الحل، ولو رجع الشاب لله سبحانه وتعالى لهانت عليه كل مصيبة، لأن الإيمان بالله يقتضي الإيمان بالقضاء والقدر، والإيمان بأن لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.

فهذا أصل الحل، ونتحدث الآن عن بعض النقاط لحل بعض مشاكل الشباب: والحل من ثلاث جهات:

حل المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع من جهة الشاب نفسه

إذا وجد الشاب نفسه غارقا في هذه المشاكل، فيمكنه أن يبذل جهده بما آتاه الله من العقل أن يخلص من بعضها، وأن يتوكل على الله ويقدم الأسباب، وأن لا يكون متواكلا، ومن ذلك:

  • أن يسعى الشاب دائما للعمل والنهوض بنفسه عن طريق التجارة وتعلم المهن وغير ذلك من أشكال العمل الحر، وأن لا يقتصر على انتظار الوظيفة والسكن وغير ذلك من الحكومات والمجتمع.
  • أن يسعى الشاب بنفسه لتحصيل العلم النافع، وأن لا يعتمد على الجامعة والنظم الدراسية إذا كانت لا تحقق المرغوب.
  • أن يتوكل على الله ويلتزم شرعه وسنة نبيه ﷺ، وهذا سبيل عظيم لصلاح حاله.
  • أن يبتعد عن الملهيات والفارغات ومجالس السوء، وأن ينجو بنفسه من الفساد والانحال والفسق.
  • أن يسعى للزواج وإنشاء الأسرة، وأن يبتغي بذلك وجه الله جل وعلا، والله يبارك لمن هم في شيء إخلاصا لله.

حل المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع من جهة المجتمع

وللمجتمع أيضا الباع الطويل في مشكلات الشباب، لأن المجتمع هو المتسبب الرئيسي في عدة مشكلات، منها تصعيب الزواج وغلاء المهور، ومنها انتشار الفواحش وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها غيار التوعية والتربية الصحيحة للأفراد والإهمال للطفل والمراهق والشاب من عدة نواح… ومن الحلول التي تخص المجتمع:

  • تسهيل الزواج على الشباب وتخفيض الشروط والمهور، وهذا من سنة رسول الله ﷺ، أن يكون الزواج يسيرا. والزواج يحل الكثير من مشاكل الشباب.
  • التربية الصحيحة السليمة للأطفال الذين هم شباب المستقبل، لأن الطفل إذا تربى تربية إسلامية صحيحة فلا خوف عليه أبدا.
  • نشر الوعي والعناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهو مفتاح من مفاتيح الإصلاح العميق.

حل المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع من جهة الحكومات

  • إعطاء الفرص للشباب وتمكينهم وإعطاؤهم بعض المسؤوليات.
  • العناية بالتنمية ومشاريع القضاء على البطالة.
  • تحسين جودة التعليم ورفع مستوياته والعناية بالعلم والعلماء والمخترعين…
  • نشر التوعية الإسلامية الصحيحة وتمكين دور المساجد ودعاة السنة الصحيحة لنشر الإسلام الصحيح.
  • نشر العدالة الاجتماعية ومحاربة أشكال الظلم من محاباة ورشوة وفساد…
  • العناية بمواهب الشباب النافعة للأمة، من المخترعين والأدباء وطلبة العلم… وليس التافهين ممن لا يزيدون الطين إلا بلة.

ختاما

يعاني المسلمون اليوم من الكثير من المشاكل، فليس الشباب فقط هم الضحية، بل بداية من الأطفال، المراهقون، وحتى الكهول، ولا سبيل لنا لحل مشاكلنا والخروج مما نحن فيه إلا بالعودة لله سبحانه وتعالى والصبر الاحتساب حتى يأتي الفرج من عند الله. والسعي لإنشاء جيل أفضل، وعلى كل إنسان أن يعمل بما يستطيع في سبيل الله، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. والله المستعان.

هذا والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اقرأ أيضا:

دور المرأة في الأسرة والمجتمع الإسلامي

الهجرة غير الشرعية ، إلى متى؟

 

فكرتين عن“المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع – وحلولها من جهة الشاب والمجتمع والحكومات”

  1. ايوب يعقوب

    جزيت كل الخير
    و في ميزان حسناتك بإذن الله

    1. هارون الرشيد مزياني

      آمين وإياك أخي الفاضل، بارك الله فيك. الله يعطيك العافية يا رب.
      تعليقك يرفع المعنويات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top