أحاديث قدسية عن فضل التوبة والاستغفار

من الأمور المعروفة عنا نحن بني الإنسان، أننا خطاؤون، فنحن نخطئ باليل والنهار، ونرتكب آثاما كثيرة، ومنا من يقع في الكبائر من الذنوب، وهذا هو الإنسان، إذ أن الله خلقنا وأعطانا الاختيار بين الطاعة والعصيان، فالحاث على الأول هو الإيمان، وعلى الثاني النفس الأمارة والشيطان. لكن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويغفر لهم، لكنه يغفر لمن استغفره وتاب إليه وأناب، لذا في هذا المقال، نذكر مجموعة من أحاديث قدسية عن فضل التوبة والاستغفار .

ما هي التوبة والاستغفار؟

التوبة هي العودة من معصية الله إلى طاعته، فالشخص التائب هو العائد، وهو من توقف عن معصية أو ذنب معين وعاد عنه إلى طاعة الله. ويكون ذلك بالقلب والعمل.

أما الاستغفار فهو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، طلب مغفرة الذنوب والآثام. والمغفرة هي ستر الله للذنوب والتجاوز عنها، وأصل كلمة المغفرة من المغفر الذي يوضع على الرأس في الحروب لاتقاء ضربات السهام والسيوف. فالمغفرة من الله تستر العبد وتقيه من الشرور والأذى الذي يلحقه منها، شرها في الدنيا والآخرة.

شروط التوبة

لنا في شروط التوبة النصوح مقال مفصل، يمكن الاطلاع عليه من هنا، وهي باختصار 5 شروط:

  • الإخلاص لله تعالى بالتوبة.
  • الندم على الذنب.
  • الإقلاع عنه والتوقف عن فعله فورا. إن كان فيه مظلمة للناس يكون معه رد المظالم.
  • العزم على عدم الرجوع.
  • أن تكون في الوقت الذي تنفع فيه، وليس بعد فوات الأوان وإغلاق باب التوبة.

لمزيد من المعلومات عن التوبة وشروطها، ومتى يغلق باب التوبة… اقرأ مقال: ماهي شروط التوبة النصوح التي تنفع صاحبها ؟ وما هي خطواتها وثمارها ودعاؤها؟

مراتب التوبة

وللتوبة 3 مراتب، وكلها واجبة على الإنسان متى أدرك خطأه، وهي:

  • التوبة من الكفر إلى الإيمان. وهي أعلى المراتب.
  • التوبة من كبائر الذنوب.
  • التوبة من صغائر الذنوب.

فضل التوبة والاستغفار

إن للتوبة والاستغفار آثار جليلة عظيمة، وعلى الإنسان أن يعنى بهما ويحرص عليهما، لأنهما من أعظم أسباب النجاة ونيل رضا الله سبحانهوتعالى والفوز بجنته. ومن أهم فضائل التوبة والاستغفار وآثارهما العظيمة:

  • أن التائب يبدل الله سيئاته حسناته بتوبته.
  • أن الله يفرح بتوبة عبده فرحا شديدا.
  • أن الله قد يرفع التائب إلى منزلة فوق منزلته التي كانت قبل أن يتوب. مثل قصة يونس عليه السلام، الذي قال عنه الله: فاجتباه ربه فجعله من الصالحين. وهذا بعد أن تاب من ذنبه والتقمه الحوت.
  • أن القلب يكون أقرب إلى الله بعد التوبة إلى الله وأكثر إقبالا على الطاعة.
  • أن للتوبة طمأنينة خاصة بعد وحشة الذنوب وكدرها وغصتها.

أحاديث قدسية عن فضل التوبة والاستغفار

وهناك الكثير من الأحاديث الواردة في فضل التوبة والاستغفار، ومنها القدسية، والحديث القدسي هو الحديث الذي يرويه رسول الله ﷺ عن ربنا سبحانه وتعالى، وهو مختلف عن القرآن، هو وحي لكنه ليس كالقرآن. وأشهر الأحاديث القدسية في هذا الشأن:

عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال:

{قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً} رواه الترمذي وصححه الألباني.

وفي حديث طويل رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال فيه عن ربه جل وعلا:

 { يا عبادي ! إِنكُمْ تُخْطِئونَ بالليلِ والنهارِ وأنا أغفِرُ الذنوبَ جميعًا ، فاستغفروني أغفرْ لكم} صححه الألباني في صحيح الجامع.

وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال:

 {إنَّ عبدًا أصاب ذنبًا فقال : ربِّ أذنبْتُ ، فاغفِرْه ، فقال ربُّه : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثم مكث ما شاء اللهُ ، ثم أصاب ذنبًا ، فقال : ربي أذنبتُ آخرَ ، فاغفِرْ لي قال : أَعِلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ . ويأخذُ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثم أصاب ذنبًا ، فقال : ربِّ أذنبتُ آخرَ ، فاغفِرْ لي ، قال : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به ؟ قد غفرتُ لعبدي فلْيعمَلْ ما شاء} صححه الألباني في صحيح الجامع.

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال:

 {يقولُ اللهُ تعالَى : أنا عند ظنِّ عبدِي بِي ، وأنا معه حينَ يذْكُرُنِي ، واللهِ لَلَّهُ أفْرحُ بتوبةِ عبدِهِ من أحدِكمْ يَجِدُ ضالَّتَهُ بالفلاةِ ، ومَنْ تقرَّبَ إليَّ شِبْرًا ، تَقرَّبْتُ إليه ذِراعًا ، ومَنْ تقرَّبَ إليَّ ذِراعًا ، تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإنْ أقبَلَ إليَّ يمْشِي ، أقبلْتُ إليه أُهَرْوِلُ} صححه الألباني في صحيح الجامع.

فعند قراءتنا لهذه الأحاديث العظيمة عن ربنا جل وعلا، نعلم أن التوبة والاستغفار أمران عظيمان جليلان، لهما عظيم الفضل والأثر على دنيا الإنسان وآخرته.

ختاما

فعلى الإنسان أن يجدد توبته دائما، ويتوب من كبائر الذنوب وصغائرها، ويستغفر الله من كل ذنوبه ويكون عبدا أوابا كثير التوبة والاستغفار، فالله يغفر كل الذنوب لكنه يغفر لمن استغفر وتاب له مخلصا التوبة له محققا لشروطها.

وهذا رسول الله ﷺ الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأوتي العصمة كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مئة مرة، فكيف بنا ونحن غارقون في الذنوب والخطايا صباح مساء.

اللهم إنا نسألك مغفرة الذنوب، ونتوب إليك ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، اللهم إنك من تهدي فلا مضل له، ومن تضلل فلا هادي له، ونشهد أنك أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك.

هذا والله أعلم، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات مشابهة

 

مصادر

السنة النبوية الصحيحة –موقع حديث للتحقق من صحة الأحاديث-

فتاوي الشيخ ابن العثيمين رحمه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top