ما هو الفيروس؟ والفرق بين الفيروس والبكتيريا

ما هو الفيروس ؟ في ظل الانتشار الرهيب لمرض فيروس كورونا الخطير، و اجتياحه لربوع العالم و إغلاقه لمعظم دول العالم، و تسببه في شلِّ حركة الاقتصاد و السياحة و سائر النشاطات العالمية.

فيروس كورونا
فيروس

يتبادر في ذهن أي شخص: ما هو الفيروس ؟ ما هو هذا الكائن المجهري الذي لا يرى بالعين المجردة و جعل العالم بأكمله يرضخ أمام قوته؟ و ما هو سر القوة فيه؟ و لماذا يصعب إيجاد العلاج له مقارنة بالأمراض الأخرى المعروفة؟

تعريف: ما هو الفيروس ؟

الفيروس في اللغة اللاتينية Virus معناه: السم القاتل، و هو كائن مجهري لا يرى بالعين المجردة، و لا بالمجهر الضوئي، و إنما يرى بالمجهر الإلكتروني، لا يمكنه التكاثر إلا داخل خلايا كائن آخر، تصيب جميع أنواع الكائنات الحية، من الحيوانات و النباتات و الحشرات و حتى البكتيريا.

الفرق بين الفيروس والبكتيريا

الفيروسات لا تصنف ضمن البكتيريا، بل هناك فرق شاسع بينهما. و كما أسلفنا، فالفيروس يصيب البكتيريا، و لا يصاب هو بالبكتيريا و لا أي شيء آخر. و لديه خاصية تجعل منه يغير من ذاته باستمرار، و هذا ما يجعل السيطرة عليه  و إيجاد علاج له في غاية الصعوبة. و سنتفصل أكثر في هذا المقال حول هذا الموضوع.

إكتشاف الفيروسات :

لم يتم اكتشاف الفيروسات إلا في القرن التاسع عشر، إذ اكتشفها عالم النبات الألماني أدولف ماير سنة 1883 صدفة أثناء إجراء تجارب على أوراق التبغ، فاكتشف أن هناك كائنات أقل من البكتيريا تسبب المرض، ثم توالت الاكتشافات  البحوث إلى أن توصلوا لرؤية الفيروس و إعطائه تصنيفا جديدا في أنواع الكائنات الحية.

أهم خصائص الفيروس :

هناك ثلاث خاصيات أساسية للفيروس تجعل منه قويا و خطيرا، و هي:

  • 1- البنية: يتكون الفيروس من 3 عناصر أساسية:
  • أ- المادة الوراثية DNA، و هو مكان تخزين المعلومات الوراثية، في شكل خيوط حلزونية، و هو أهم مكون في الفيروس.
  • ب- الغلاف، و هو الجدار المحيط بالمادة الوراثية، فالفيروس على عكس الكائنات الحية الأخرى، لا يحتوي على نوات و لا عظيات حيوية أخرى، المادة الوراثية فقط مغلفة بغلاف.
  • ج- مولدات الضد، و هي تلك الأشياء المثبتة فوق الغلاف، و هي التي يتثبت بها فوق الخلايا، و هي التي يتعرف بها الجسم على الفيروس. و في فيروس كورونا هي تلك التي تشبه التيجان.
  • مكونات الفيروس
  • 2- زراعة الفيروس: لا يمكن للفيروس التكاثر إلا إذا استطاع السيطرة على خلية حية، فيتثبت فوق غشائها و يزرع جيناته في نواتها، و هكذا يسيطر على هذه الخلية، فيعيد برمجتها فتصبح منتجة لنسخ من هذا الفيروس، و هذه هي آلية تكاثره و موطن الخطر فيه.
  • 3- تغير التركيب الجيني: و هذه هي الميزة التي تصعب على العلماء إيجاد العلاج للفيروسات، لأنها تغير من معلوماتها الوراثية بشكل متكرر، و لكن هذه الخاصية لها إيجابيات كما لها سلبيات، و يكمن الجانب الإيجابي في أن الفيروس قد يتغير إلى شكل أضعف مما كان عليه، فيصبح فيروسا غير خطير أو غير ضار.

ما هي أمراض وأعراض الفيروسات التي تصيب الانسان :

  • الأنفلوانزا : و هي الحمى، أي الأمراض المتعلقة بالأنف و الحنجرة و الحلق، و هي التي تسبب الزكام و السعال و آلام الرأس و الرشح… و لعل أشهر الأمراض الأنفلونزية التي سببتها فيروسات: أنفلونزا الطيور و أنفلونزا الخنازير و الحمى القلاعية التي تصيب المواشي.
  • الأوبئة : و هي الأمراض شديدة العدوى، التي تنتقل عبر الهواء و التلامس و سائر أشكال التقارب، مثل فيروس كورونا المستجد و الإيدز. و قد يتطور الوباء ليسمى جائحة، و ذلك عندما يجتاح كل العالم، و هذا ما يحدث في هذه السنة 2020 ، و حدث أيضا سنة 1918 حين انتشر فيروس الانفلونزا الإسبانية القاتل الذي دام لسنتين و قتل ما يقارب 100 مليون شخص حول العالم، و هو عدد أكبر من قتلى الحربين العالميتين معا.
  • السرطان: أحد أسباب الإصابة بمرض السرطان : الفيروسات، و من أشهر الأمراض التي تسبب السرطان : التهاب الكبد الفيروسي . الذي قد يتطور في مراحل متقدم إلى ورم سرطاني خبيث. و كذلك سرطان الرحم و سرطان الجلد تأتي الكثير من حالات الإصابة بها بسبب الفيروسات.
  • أمراض الأعصاب و العظام: مثل مرض التصلب اللوحي ومتلازمة التعب المزمن، و كذلك التهاب السحايا و العديد من الأمراض الأخرى.

الوقاية و العلاج ضد الفيروسات:

كون الفيروسات تهاجم الخلايا في حد ذاتها، فإن القضاء عليها يتطلب تدمير الخلية المصابة بالكامل، و لهذا يصعب العلاج من دون أدوية و عقاقير قد تسبب أضرارا كبيرة على مستوى هذه الخلايا.

لذلك يستخدم فالنهج الطبي المتبع في علاج الفيروسات هو المضادات الفيروسية، و هي أجسام مضادة جاهزة تأخذ من مصل مخلوق أصيب بالفيروس ثم شفي منه، و هذه يصعب الحصول عليها بسبب التغير الدائم للمادة الوراثية للفيروس.

أما الوقاية فهي اللقاح، و الحصول عليه صعب جدا، إذ قد تقضي أقوى المختبرات في العالم شهورا و حتى سنوات للنجاح في إيجاد طريقة فعالة للحصول على اللقاح و يكون ناجحا و لا يسبب أعراضا جانبية و موافقا لشروط السلامة الصحية.

و ما حدث بشأن فيروس كورونا مثال حي على ذلك، إذ ظهر الفيروس في أواخر سنة 2019، و لم يصل للقاح سوى دولة روسيا، فيما لا تزال جامعات عالمية تحاول الحصول عليه.

ما هو اللقاح؟

اللقاح فيروسات حية مضعفة أو ميتة أو بروتينات فيروسية (مستضدات) منزوعة من الفيروس. يتم حقنها في العضوية، و تعتبر غير ضارة لأنها ميتة أو مضعفة فلا تستطيع أن تقوم بعملها، أما المستضدات هي معرفات الفيروس فقط، و ليست الفيروس كله.

اقرأ ايضا: معلومات عن لقاح كورونا (كوفيد 19)

ما هو نوع فيروس كورونا ؟

فيروس كورونا هو سلالة من الفيروسات التي تسبب الأمراض لدى الحيوان و الإنسان، و الذي انتشر مؤخرا هو فيروس كورونا-19 Covid-19 ، و هو أحد الفيروسات التي تنتمي لهذه السلالة.

و هو آخر فيروس تم اكتشافه في هذه السلالة، و ظهر أول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019.

أعراض فيروس كورونا :

  • الحمى ، و هي ارتفاع درجة الحرارة.
  • الإرهاق.
  • السعال الجاف.
  • ‏فقدان حاسة الذوق أو الشم.
  • الآلام و الأوجاع.
  • احتقان الأنف.
  • ‏الصداع.
  • التهاب الملتحمة.
  • وألم الحلق.
  • الإسهال.

ما هي مخاطر فيروس كورونا ؟

  • العدوى الشديدة : و هذا هو الخطر الأشد فتكا بالنسبة لهذا الفيروس، و هذا ما جعل منه جائحة تغزو العالم شرقا و غربا. فهو ينتقل عبر جزيئات الهواء و الغبار و الأسطح و الأرض و أي شيء، و لذلك فالوقاية منه صعبة جدا. و لا توجد وقاية كاملة منه إلا البقاء في البيت و الانعزال.
  • لا يشكل فيروس كورونا خطرا كبيرا على 80 % من الناس، و إنما خطره على أصحاب الامراض المزمنة مثل المصابين بأمراض الصدر كالربو، و الضغط الدموي و أمراض القلب و السكري … و كذلك كبار السن و المصابون بالسرطان لضعف المناعة، و كل من لديه نقص في المناعة بشكل عام.
  • عدم ظهور أعراض المرض في الأيام الأولى من الإصابة، و هذا ما يساهم في انتشاره بسرعة أكبر. بسبب تناقل المرض قبل أن يعرف المصاب أنه أصيب.
  • إمكانية عدم ظهور أي أعراض لدى بعض الأشخاص الحاملين للفيروس، ما عدا أعراض خفيفة لا يشعر معها بالمرض.

و من هنا نستنتج أن فيروس كورونا لا يعتبر مرضا قاتلا مثل فيروس الانفلونزا الإسبانية الذي ظهر سنة 1918 الذي قتل حتى الشباب. لكنه يعتبر خطيرا و قاتلا بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة و مرضى السرطان و كبار السن. أي أننا إذا أردنا أن لا نفقد أشخاصا عزيزين علينا، فعلينا أن نلتزم بالتدابير الوقائية ليس من أجل أن لا نموت نحن، لكن حتى لا ننقل العدوى لأشخاص ضعاف المناعة قد يفتك بهم هذا الفيروس.

التدابير الوقائية للوقاية من هذا الفيروس:

  •  تنظيف اليدين جيداً وبشكل متكرر.
  • تجنب لمس العينين والفم والأنف.
  • تغطية الفم عند السعال بثني المرفق أو بمنديل ورقي. إذا استعملت منديلاً، فتخلص منه فوراً بعد الاستعمال واغسل يديك.
  • حافظ على مسافة متر واحد على الأقل (3 أقدام) بينك وبين الآخرين.
  • محاولة عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة.
  • تعقيم المشتريات. كالخضروات و الفواكه و ما إلى ذلك.

أما الكمامة فحسب منظمة الصحة ليست إجبارية دائما، و إنما هناك حالات قليلة يجب ارتداء الكمامة فيها، و هي حالات الاضطرار إلى التقارب، مثل المؤسسات الصحية التي تتطلب الفحص و ما إلى ذلك.

خاتمة

هل تعرفنا على ما هو الفيروس ؟ فالفيروسات إذا هي كائنات أخطر من البكتيريا، و قد تسبب أمراضا مستعصية، لذلك فعلينا الحذر منها و محاولة الوقاية منها قدر المستطاع.

أما فيروس كورونا الذي انشر في العالم، فما لنا إلا اتباع جميع إرشادات الوقاية إلى أن يرفع عنا الله هذا البلاء.

اللهم ارفع عنا هذا البلاء و الوباء، و ارحمنا برحمتك فأنت خير الراحمين.

مصادر

مقال لمنظمة الصحة العالمية، هنا

الفيروس، ويكيبيديا

الميكروب، ويكيبيديا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top