رؤية الله في المنام

الله من اسمائه النور ، ومن صفاته النور ، وحجابه نور ، وهو نور السموات والارض وهو النور الهادي ، وقال رسول الله  “إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ” صدق رسول الله ، ذكر الله في كتابه الكريم قال تعالي ” أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ ” ، وَقَوْلِهِ: ” نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ ” ” وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا” صدق الله العظيم ، وصف الله تعالي بالنور  “إِذا أَتى للفصلِ ، يُشرقُ نُورهُ * في الأرضِ ، يومَ قِيامةِ الأَبدانِ”

 

 

تفسير رؤيا الله تعالي

تفسير رؤية الله في المنام

  • قال الله عز وجل في كتابة الكريم ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )صدق الله العظيم ،الحسني هي جنة الله تعالي ،والزيادة تدل رؤية وجه الله الكريم ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟. قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل” ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة. )صدق الله العظيم
  • عن ابي عباس رضي الله عنه قال ان رسول الله صلي الله عليه وسلم في رؤية الله عز وجل في ليله المعراج ،قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” رأيت نوراً ” صدق رسول الله وكان هذا النور هو الحجاب بيني وبين الله ذو الوجه الكريم لو كشف الله عن وجه سبحات وجهه ما انتهي أليه بصره من خلقة، قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ، عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ) رواه البخاري

ذكر الله تعالي رؤية في القرأن الكريم

  • سورة القيامة (23): { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } تدل الاية الكريمة ان المؤمنين يوم القيامة وجوههم نضرة فارحة مسرورة وهي تنظر إلى وجه الله سبحانه فيزيدها رؤية الله جمال ونضارة وسرورا .
  • سورة المطففين (15): { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون }  أخبر الله سبحانه وتعالي أن الكفار محجوبون ممتنعون عن رؤيته
  • سورة البقرة (46): { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون }، والظن يدل علي اليقين : الذين يوقنون بلقاء الله
  • والاية( 223): { واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه }
  • سورة الأحزاب (44): { تحيتهم يوم يلقونه سلام }
  • الأنعام(31): { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله }والاية (154): { وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون }
  • يونس(7): { إن الذين لا يرجون لقائنا ورضوا بالحياة الدنيا }، والاية (11): { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون }، والاية (15): { قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا }والاية (31): { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين }
  • الفرقان (21): { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة }
  • الكهف (111) { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً }والاية (105):{ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم}
  • العنكبوت (5): { من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت }، والاية (23): { والذين كفروا بآيات الله ولقائه }
  • الرعد (2): { يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون }
  • وفي الانشقاق (6): { إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه }
  • وفي السجدة (10):{ بل هم بلقاء ربهم كافرون }، وفي السجدة (23): { فلا تكن في مرية من لقائه }، وفي حم السجدة أيضاً (54): { ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط }
  • وفي الروم (8):{ وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون } صدق الله العظيم
  • قد ذكر الله تعالي في أيات الكريمة من عمل صالحا وأمن بالله ورسوله واحب رؤية الله فأن الله سوف يكرمة يوم الفصل برؤيته اما من كفر بالله وبرسوله حجب الله عن رؤيته

تفسير رؤية الله في المنام

  • رؤية المؤمن لله في المنام في صور مختلفة تدل علي قدر قوة ايمانه ويقينه بالله ، ان كان ايمانه بالله صحيحا سوف يراه في احسن صورة ،ان كان ايمانه بالله ضعيف سوف يري مايشبه ايمانه في المنام ، ورؤية الله تدل علي الحق ، وان كان ما يري في المنام فهو لا يري الله انه يري عمله في الدنيا
  • قال ابن تيمية: “ومن رأى الله عز وجل في المنام فإنه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي إن كان صالحا رآه في صورة حسنة، ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة “

تفسير رؤية سماع صوت الله في الحلم

  • من المستحيل رؤية الله عز وجل، ومن المستحيل أيضا سماع صوت الله تعالي أو التحدث والتكلم معه في المنام
  • عن تحدث سيدنا موسي عليه السلام مع الله هذه كانت معجزة الله لسيدنا موسي عليه السلام ، والله عز وجل يخاطب الانسان في كتابه ” القرآن الكريم” فقط.
  • وعند نزول القرأن الكريم كان الله عز وجل ينزل بأياته الكريمه مع سيدنا جبريل لنبي الله محمد صلي الله عليه وسلم
  • قال تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ {الواقعة:77-80}، وقوله تعالى: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ العُلَا {طه:4}، وقوله تعالى: “وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ  * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ  * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ “{الشعراء:192- 195} .والمقصود بالروح الامين هو سيدنا جبريل

طلب سيدنا موسي وقومة رؤية الله

  • وَالنُّورُ الَّذِي احْتَجَبَ بِهِ : سُمِّيَ نُورًا وَنَارًا، كَمَا وَقَعَ التَّرَدُّدُ فِي لَفْظِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَهُوَ قَوْلُهُ: ” حِجَابُهُ النُّورُ ، أَوِ النَّارُ “، فَإِنَّ هَذِهِ النَّارَ : هِيَ نُورٌ، وَهِيَ الَّتِي كَلَّمَ اللَّهُ كَلِيمَهُ مُوسَى فِيهَا، وَهِيَ نَارٌ صَافِيَةٌ ، لَهَا إِشْرَاقٌ بِلَا إِحْرَاقٍ.إِشْرَاقٌ بِلَا إِحْرَاقٍ ، كَنُورِ الْقَمَرِ”
  • الأعراف (143): { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني } قال أهل العلم: سؤال سيدناموسي عليه السلام ،طلب رؤية الله دليل جوازها ، لو مستحيلة لما تجاوز لسيدنا موسى أن يسألها، ولكان علمه بالله مانعا له من أن يسأله ما لا يجوز في حقه، وإجابة الله بقوله: { لن تراني } لا لامتناع الرؤية في نفسها، ولكن لقيام مانع الضعف البشري في سيدنا موسى  عليه السلام ، وتجلي الله للجبل وضعفه عن تحمل ذلك دليل عن أن انتفاء الرؤية في الدنيا هي مراعاة للضعف البشري ولجريان التكليف بالإيمان بالله غيبا لا شهادة ،أما يوم القيامة فإن الله يهيئ عباده لرؤيته فيعطيهم من القوة ما يمكنهم من رؤيته سبحانه وتعالى .
  • سورة البقرة: { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون } ،وسورة النساء: { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } عقاب الله لبني إسرائيل بإرساله الصاعقة عليهم دليل على عظم ما طلبوا من سؤالهم رؤيته، ولو لم تكن رؤيته مستحيلة بل ومحرمة لما كان لعقابهم وجه، وهو استدلال منقوض بدليل أن سيدنا موسى عليه السلام  سأل ربه الرؤية فلم يرسل الله عليه صاعقة ولم يعاقبه، بل بيّن له أنه لن يراه في هذه الدنيا، بسبب ضعفه عن تحمل ذلك، وضرب له مثلا بالجبل على عظمه كيف لما تجلى له تناثر واضمحل، فدل ذلك على أن العقوبة التي لحقت ببني إسرائيل ليست جرّاء سؤالهم رؤيته سبحانه، وإنما لأنهم سألوها وقد علموا امتناعها في الدنيا بدليل ما حدث لموسى مما بلغهم إياه، وزيادة على ذلك فقد كان سؤالهم بمثابة شرط يتوقف عليه إيمانهم { لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } وهو ما استدعى عقوبتهم وزجرهم بأشد العقوبات .

نفي رؤية الله في الحياة الدنيا

  • والآية الثالثة التي استدل بها نفي الرؤية في سورة الأنعام هي قوله تعالى (103): { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } قالوا: ونفي الإدراك هو نفي للرؤية، وليس كذلك، فإن الإدراك هو الإحاطة، ولا يلزم من رؤيته سبحانه الإحاطة به، فنفي الإدراك لا يلزم منه نفي الرؤية، فالله يُرى ولا يُدرك لعظمته سبحانه .
  • والآية الرابعة في الأعراف (143) وهي قوله: { قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني } وحملوا “لن” النافية على الإطلاق أي: في الدنيا والآخرة، وهو خلاف ما تقتضيه قاعدة الجمع بين النصوص إذ لا يجوز أن نعمل نصا ونهمل آخر . وتطبيق هذه القاعدة على هذه الآية أن نحمل هذا النص على نفي الرؤية في الدنيا، ونحمل النصوص المصرحة بالرؤية في الآخرة فتستقيم جميع الآيات ولا تتعارض . وقول موسى  عليه السلام – : { تبت إليك وأنا أول المؤمنين } أي من سؤالي ما لا يحق لي في الدنيا .
  • والآية الخامسة في الفرقان (21)، وهي قوله تعالى: { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيراً } واستكبارهم هذا لا لامتناع الرؤية في نفسها ولكن لطلبهم ما لا يحل له ولا يستحقونه فالله سبحانه إنما اختص المؤمنين برؤيته في الآخرة وليس في الدنيا، فكيف يعطي الله الكفار ما حَرَمَ منه المؤمنين، ثم إن الكفار طلبوا رؤية الله كشرط للإيمان وهو شرط يخالف مقتضى التكليف، الذي هو الإيمان بالغيب، وأمر الله عباده أن يؤمنوا به أي أن يؤمنوا به كغيب، وطلبهم مشاهدته هو إلغاء لهذا التكليف . فكان تعنتهم وطلبهم ما ليس لهم هو دليل استكبارهم وعتوهم وغضب الله عليهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top